Site Personnel de Rachid RAHA
الرباط- الأناضول – سبتمبر 2014
قال المغربي رشيد راخا، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي (منظمة غير حكومية)، إنه يجب أن تكون للمغرب والدول العربية علاقات طبيعية مع إسرائيل.
وبرر دعوته تلك بقوله “لكي يسهل الحل السياسي للمشكل الفلسطيني الإسرائيلي، ولأن فكرة مقاطعة إسرائيل أو الخطاب الرائج ضد التطبيع يعزل إسرائيل عن العالم، وفي هذه العزلة تكون (إسرائيل) أكثر دكتاتورية”.
ودعا في الوقت نفسه، في حوار خاص مع وكالة الأناضول للأنباء، إلى “تجريم” إسرائيل لدى المحكمة الجنائية الدولية، على ما ترتكبه في حق الفلسطينيين.
وطالب بالاستقلال الذاتي في المغرب وما سماه “دولة الجهات”، وبحكومات إقليمية وبرلمانات جهوية في المغرب، مضيفا أن هناك تفكيرا في تأسيس تنظيم سياسي للدفاع عن مطالب الأمازيغ، والعمل على بناء “قومية حداثية أمازيغية”.
وأضاف راخا أنه دعا إلى مقاطعة الإحصاء العام للسكان الذي يقوم به المغرب من 1 إلى 20 سبتمبر/ أيلول الحالي، لأن أسئلة هذا الإحصاء تنطوي على “تزوير” مسبق لنسبة الأمازيغ الذين لا يزالون يتحدثون بالأمازيغية، مبينا أن “الأغلبية الساحقة من المغاربة أصولهم أمازيغية”.
كما دعا إلى منظومة إقليمية في شمال أفريقيا على شاكلة الاتحاد الأوروبي، أي “شكل من الكونفدرالية بين دول شمال أفريقيا”.
وتأسس “التجمع العالمي الأمازيغي”، قبل حوالي 3 سنوات، من جانب “الكونغرس الأمازيغي العالمي (تأسس سنة 1995)، قبل انفصالهم عن هذا الأخير، إثر أزمة تنظيمية في سنة 2008، وهو “جمعية غير حكومية عالمية تعنى بالإنسان الأمازيغي وكل قضاياه الثقافية، الحقوقية، التاريخية والجغرافية، تأسست بغرض التعريف بالقضية الأمازيغية وما مسها من تهميش واستغلال وتزييف إن لم نقل محوا للموروث الديموغرافي (السكاني) الأمازيغي”، كما جاء عبر موقع التجمع.
وإلى نص الحوار:
التنظيم الذي أترأسه وهو التجمع العالمي الأمازيغي نظم حملة ميدانية لمقاطعة الإحصاء؛ لأن المسؤول (يقصد المندوب السامي للتخطيط) الذي يشرف على هذا الإحصاء هو نفسه الشخص الذي أشرف على إحصاء 2004، واستعمل مقاييس فيها “تزوير” لنسبة الأمازيغ، السكان الأصليين للمغرب، وقزمها إلى أقل من 8 ملايين مواطن (من أصل 32?52 مليون، عام 2012)، وهذا غير صحيح، لأن المندوبية السامية للتخطيط لم تحترم مقاييس الأمم المتحدة.
السؤال الذي يطرح على المواطنين هل تتحدثون لهجات من اللغة الأمازيغية وقسموها إلى ثلاثة، “تمازيغت” و”تاريفيت” و”تاشلحيت”، وفي الحقيقة أغلب الأمازيغ لا يتمثلون في هذه اللهجات، بل عندهم لهجات محلية وقبائلية، ولا يقولون إنهم يتكلمون اللهجات الثلاثة السابقة.
والسؤال عن الكتابة بحرف “تيفيناغ”، وهو حرف اخترعه أجدادنا في شمال أفريقيا، والذي يعطي خصوصية لهذه الأرض، لا يجب أن يطرح على المواطنين، لأن الدولة المغربية لم تقم بواجبها في تعليم جميع أبناء المغاربة وخصوصا في التعليم الابتدائي ومحو الأمية للكبار، فلا يعقل أن يطرح هذا السؤال على المواطنين والدولة لم تقم بواجبها لتدريس هذه الكتابة وهذه اللغة.
إن الأمازيغ الذين لا يزالون يتحدثون بالأمازيغية، هم في الحقيقة أغلبية ساكني المغرب، فالأغلبية الساحقة للمغاربة هم من جذور أمازيغية، والذي وقع هو أنه منذ دخول الاستعمار الفرنسي للمغرب حصلت عملية هجرة كبيرة من القرى والبوادي إلى المدن، وهذه الهجرة مازالت مستمرة إلى يومنا هذا، مما ينتج عنه تعريب المواطنين في المدن.
حقا دستور 2011 كان بمثابة ثورة فكرية، أو لنقل ثورة حقوقية للأمازيغ في المغرب، لأننا وصلنا إلى الاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية في البلاد، لكن مع الأسف الحكومة الحالية لم تبذل جهدا لتفعيل الفصل الخامس من الدستور، الذي ينص على أن الأمازيغية مشترك لجميع المغاربة بدون استثناء، وهذا الفصل مرتبط بإصدار قانون تنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية، وهذا القانون كان يجب أن يكون أول ما تصدره الحكومة، لكن للأسف هذه الحكومة لم تبذل أي جهد لإخراج هذا القانون، وهو قانون يتعلق بتعميم تدريس الأمازيغية في جميع أطوار التعليم، وإدراجها في الإدارة والإعلام.
هناك خلفية أيديولوجية أكثر منها مشاكل تقنية بسيطة، لأن الأحزاب الذين كانوا يحكمون المغرب، والحكومة الحالية، يتبنون أيديولوجية مستوردة من الشرق الأوسط، وهي الأيديولوجية العربية، لا تؤمن بالتعددية وتريد بجميع الوسائل الممكنة تعطيل الثقافة الأمازيغية أو اليهودية، التي تتناقض مع الفكر والأيديولوجية التي تؤمن بنظام واحد ودين واحدة ولغة واحدة، وهذا السبب هو الذي يجعل الحكومة تتأخر أكثر فأكثر في إخراج القانون التنظيمي للأمازيغية.
في الحقيقة لا، فهناك تجارب في بعض المدارس هنا في المغرب، حيث يدرس التلاميذ ثلاث لغات، وكل لغة بحروفها، الفرنسية بالحرف اللاتيني، والعربية بالحرف الآرامي، والأمازيغية بحرف تيفيناغ، والمعلمون استغربوا حين وجدوا التلاميذ يتجاوبون ويتعلمون بسهولة أكثر اللغة الأمازيغية مقابل العربية والفرنسية، لأن حرف تيفيناغ هو من خصوصيات اللغة الأمازيغية عبر آلاف السنين.
فعلا هناك مطالب سياسية للأمازيغ مهمة جدا، كمطلب بناء دولة الجهات والاستقلال الذاتي للمناطق، لكي يتوفروا على حكومة إقليمية وبرلمان جهوي، وهناك تفكير في تأسيس تنظيم سياسي للدفاع عن مطالب الأمازيغ.
نحن بصدد التفكير في بناء قومية حداثية أمازيغية، التي كان أبرز من كان يدافع عنها هو المقاوم محمد بن عبد الكريم الخطابي (ولد في أجدير، بالمغرب 1882 – وتوفي في القاهرة، 6 فبراير/ شباط 1963) في العشرينيات من القرن الماضي، وأحسن مثال يعطى في ذلك الوقت هو دولة تركيا، فهي دولة إسلامية تتبنى العلمانية، وتتبنى اللغة التركية كلغة رسمية للبلاد، وهناك فصل بين الدين الذي يقرأ ويفسر باللغة العربية، وهناك الدولة بلغتها الرسمية وكتابتها الخاصة.
لا لا، لأننا نحن أمازيغ سكان أفريقيا لا يمكن أن ننفصل عن إخواننا، ونحن الأمازيغ أول من يطالبون بفتح الحدود مع جميع بلدان شمال أفريقيا، وفي مؤتمرنا السابع الذي نظم في ديسمبر (كانون أول) الماضي، أصدرنا وثيقة سياسية هامة جدا هو ميثاق “تامازغا”، من أجل بناء منظومة إقليمية على شاكلة الاتحاد الأوروبي، أي شكل من الكونفدرالية بين دول شمال أفريقيا، وفي أوروبا الدولة التي عرفت نموا اقتصاديا مهما هي ألمانيا، وهذا راجع بالخصوص للنظام الفيدرالي للدولة، والتي يتمتع فيه كل إقليم بالاستقلال السياسي والإداري.
هناك مشكل كبير يواجه دول شمال أفريقيا، هل يريدون أن يتجهوا نحو الدول الديمقراطية، أم أنهم يريدون إعادة إنتاج الأنظمة الديكتاتورية؟ لأن الأمازيغ معروفون بقداسة الحرية والمساواة بين الرجال والنساء، يريدون حقا دولا تعترف بالديمقراطية، التي تفصل الدين عن السياسة، وتعطي جميع الحقوق للمرأة مثلها مثل الرجل، في جميع مناطق شمال أفريقيا يوجد الأمازيغ، فهناك “القبايل” و”المزابيين” و”الطوراق” في الجزائر، وفي المغرب هناك الريفيون في الشمال والأمازيغ في الأطلس والجنوب الشرقي، وأمازيغ الجنوب في سوس وجبال الأطلس الكبير، أما في تونس فهناك أمازيغ في جنوب تونس، وهنك أمازيغ ليبيا، كلهم يريدون بناء دول ديمقراطية، تقوم على توزيع الثروات الطبيعية والثروات الوطنية على جميع شرائح الشعب.
هناك آلاف المغاربة يزورن إسرائيل ويعودون، لأنهم مواطنون مغاربة من أصول يهودية، ولهم علاقات عائلية وإنسانية مع إسرائيليين.
نحن كمناضلون وحقوقيون ضد ممارسة العنف وإبادة أي شعب حيثما كان، وضد الحرب التي تقوم بها إسرائيل على المواطنين الفلسطينيين، الذين يدفعون ثمن تصرفات بعض السياسيين، وليسوا مسؤولين عن أي حرب، ولكن يدفعون الثمن من دمائهم.
نحن مع الأمم المتحدة ومع هيئات حقوق الإنسان التي تقول بأن إسرائيل يجب أن تجرم لدى المحكمة الجنائية الدولية، كما نريد كأمازيغ أن نلفت النظر إلى أن هناك “إبادة” لبعض المواطنين الأمازيغ في منطقة غرداية في الجزائر، ونطلب من الدول التضامن معهم، وكما قال المفكر المغربي حسن أوريد “ليس هناك غزة واحدة بل هناك أكثر من غزة في جميع القارات”.
يجب أن تكون العلاقات طبيعية مع إسرائيل، لماذا؟ لكي تسهل الحل السياسي للمشكل الفلسطيني الإسرائيلي، لأن فكرة مقاطعة إسرائيل أو الخطاب الرائج ضد التطبيع يعزل إسرائيل عن العالم، وفي هذه العزلة تكون أكثر دكتاتورية، وفعلا فقد وصلت إلى هذه الحالة، ولكن في العلاقات الدولية إذا كانت هناك مصالح اقتصادية مع إسرائيل يسهل الضغط عليها، مما يساهم في حل المشكل السياسي، فالولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الوحيدة التي تقوم بالضغط على إسرائيل لأن لها علاقات معها، لذلك تقوم بالضغط عليها.
الأمر يتعلق بأشخاص وأفراد، وهناك تنوع في الحركة الأمازيغية، وهي حركة واسعة وعلى درجة كبيرة من الاختلاف، تؤمن بالديمقراطية وحرية التعبير، ولا يمكن تنميطها في نموذج واحد أو تصور واحد، ولكن أغلب الأمازيغ ضد الاستعمار والحروب الاستبدادية أينما كانت.
Copyright © 2014 - Tous Droits Reserver
Design & Conception BY: YARBAS